top of page
Search

ماذا ينبغي أن يقول الفن؟

  • Writer: Khayria Refaat
    Khayria Refaat
  • Sep 27, 2023
  • 2 min read

Updated: Dec 10, 2024

جدليّة ضرورة احتواء العمل الفني على رسالة من عدمها أصبحت مملّة، رغم ذلك من المحزن أنك لا زلت ترى فنّانًا يضطر للبحث عن هدف لعمله ويوجّهه لما يعتقد أنه مفروض عليه، متجاهلًا رؤيته الفنية وما خلفها من خبايا.

ما هي الرسالة؟ حينما نقول أن الفن رسالة، يعتقد الناس في الغالب أننا نعني بالرسالة رسالة نبيلة وسامية تهدف لإصلاح الأمّة أو تسليط الضوء على قضيّة تبكي الأعين، بينما كلمة "رسالة" ببساطة تعني "ما يقوله العمل"، الفنان ليس بطلًا مغوارًا، كلّ فنان يمتلك رؤية فنية مختلفة تلعب دورًا مختلفًا في حياتنا، هو من يختار لنفسه هذا الإطار، الفن لا ينبغي أن يؤطّر. ماذا ينبغي أن يقول العمل إذًا؟ تأتي رسالة العمل من قيمة معيّنة يريد الفنان أن يلفت نظر المتلقّي لها، أو شعور إنساني محدّد ومكثّف يشعر به عند تلقّيه للعمل، قد يطرح الفنان تساؤلًا، وقد يصرُخ مصرّحًا بشيء ما، قد يشارك الفنّان تجربته، وقد يحكي قصّة..الخ كلها رسائل مختلفة بعضها قد يكون هادفًا وقد يكون للمتعة فقط! لا أفضليّة هنا في رأيي، كلّها تستحقّ الوجود على حد سواء ونحن بحاجة لهذا الوجود.



ما الذي لا ينبغي أن يقوله العمل الفني؟ لا شيء، في عالم مثالي.. أرى أن للعمل الفني الحرية في قول ما يريد، المهم بالنسبة لي هي الطريقة التي سوف يطرح بها العمل رسالته، هل هي طريقة قويّة؟ مبتكرة؟ جميلة؟ مؤثرة؟ هل الرسالة جديدة أو مطروحة بشكل مختلف؟ أم هي مبتذلة ومكررة؟ هنا سنجد الفرق في عمق الرسالة.

هل ينبغي أن يكون العمل الفني عميقًا؟ في رأيي المتواضع، المهم أن يكون العمل الفني مؤثرًا، سيكون من الجميل أن يحمل العمل الفني رسالة قوية وعميقة، لكن لو لم يفعل؟ سيظل عملًا فنيًا وجديرًا بالاحترام، لو كانت كل الأعمال الفنية عميقة وقويّة لأثقلتنا ونفّرتنا من الفن.. نبحث أحيانًا في العمل الفني عن فسحة من الحياة، لحظة نتنفّس فيها البهجة، أو سببًا لنبتسم.




رسالتي لك أيّها الفنّان: العمل الفني إما تدفعه فكرة أو شعور، وللفنانين مذاهب في العمليّة الإبداعية.. هناك من يمسك بالفكرة أو الشعور أولًا قبل أن يمسك أدواته، ويبحث فيها ويقرأ ويطّلع على مختلف الأعمال الفنيّة والأدبية التي تناولتها، وقد يذهب أيضًا إلى الأوراق العملية أو أنواع أخرى من الفنون، ويكتب ما يجد في داخله عنها ويخطّط لأفضل طريقة لإخراج هذه الفكرة في عمله الفني وإيصالها إلى الجمهور. وهناك من يجد أن الأدوات وجدت طريقها إلى يديه، وأن العمل الفني أطلق ذاته إلى الوجود، ويجد نفسه حائرًا في فهم ما دفعه للقيام بهذا العمل، وهنا أنصح هذا النوع من الفنانين بمراقبة ذواتهم، أحداث أيّامهم، وتسجيل مشاعرهم وأفكارهم بشكل مستمرّ لا ينقطع، لأن دوافع العمل سواء كانت خارجيّة أو داخليّة، هي ما يصنع الهدف الحقيقيّ من العمل.. هل صنعت هذا العمل لأجل الناس؟ أو لأجل فكرة كانت تختبئ في داخلك لفترة طويلة وسيطرت عليك فجأة حتى أخرجتها في عملك؟ كل هذا يستحق التسجيل. مهما كان مذهبك، دوافعك لتنفيذ العمل، أفكارك ومشاعرك، عمليتك الإبداعية، كلها عوامل تصنع رسالتك ورؤيتك الفنية. ورسالتك الفنية هي بذرة البيان الفني الذي سوف تكتبه أسفل عملك، وهي ما تودّ أن يصل إلى جمهورك. اهتمّ برسالتك أيّها الفنّان.


 
 
 

Comments


Khayria Refaat

Riyadh, Saudi Arabia.

bottom of page